التكنولوجيا وضعف العَلاقات الاجتماعية في الأسرة
أسباب وحلول منذ
وجود العَلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة يعني وجود المحبة، والعاطفة، والمودَّة، وغيرها من الصفات الحميدة، التي تجعل الأسرة متماسكة ومترابطة. مقدمة: لعل هذا العُنْوَان لا يُثِير حَفِيظة البعض، وهو يرى أفراد الأسرة الواحدة يعيشون تحت سقف واحد، ويلتقون صباحًا ومساءً في صالة المعيشة، وفي غُرُفات البيت، وقد تجمعهم وجبة الغداء على الأقل، إلا أن هذا وأمثاله قد يغيِّر رأيه بعد الاطلاع على هذه الدراسة، وغيرها من الدراسات الاجتماعية التي تتناول الأسرة والتحديات التي تواجهها في هذا العصر. منذ وُجِد الإنسان على البَسِيطة - الأرض - وهو يتحرك بمحرِّكات تحرِّكه، منها محرك القِيَم؛ حيث يحدِّد عَلاقاته مع غيره من بني جنسه، وقد يكتسب الطفل قِيَمه منَ الأسرة، ثم المدرسة، ثم المجتمع في الماضي، وأصبحت هناك بدائل لهذه المؤسسات الاجتماعية، بل وتراجعت هذه المؤسسات بدرجة كبيرة، وحلَّ محلَّها أجهزة التكنولوجيا في تربية الأنباء. هذا اعترافٌ مِن أحَد الأبناء، قائلاً: لا أريد أن ألقي اللوم على أحد، ولكني للأسَف، لم أتلقَّ تربية سليمة منذ صغري، فتربيتي وثقافتي تلقيتها من التلفاز وقنواته الفضائية، واليوم يلومني أهلي على تصرُّفاتي المؤذية لمشاعرهم، ومشاعر الآخرين، ولم يسألوا أنفسهم أولاً عن أسباب تصرفاتي السيئة؛ "مجلة ولدي - العدد 22". وأصبحت وسائل التكنولوجيا مَدْعَاةً للهروب من التعامل المباشر، وإقامة العَلاقات الاجتماعية، بادِّعاء الانشغال بها، وإنَّ ضَعْفَ هذه العَلاقات وندرة القيام بالزيارات الاجتماعية، يضعف التحاور، وتبادُل الخبرات والمشاعر، وتُسْتَبدل الرسائل القصيرة بها، تقول: "كل عام وأنتم بخير - رمضان كريم - عظَّم الله أجركم - وغيرها"؛ "مجلة الفرقان الإلكترونية". اللافت للنظر عدم فَهم النِّسَب العالية في قضاء الفرد - صغيرًا وكبيرًا - أمام التِّلْفاز لساعات طويلة، إلا أن هذه الدراسة الحالية تبيِّن أن الإنسان اجتماعي بطبعه؛ فإذا ضَعُفت علاقته بأفراد أسرته، وجد البديل في جهاز التلفاز وغيره من أجهزة التكنولوجيا، وعرف أنَّ هذه الأجهزة حلَّت مكان الأبوين للأبناء، لكثرة مكوث الأبناء أمام هذه الأجهزة والتفاعل معها، لكنَّ التعامل مع هذه الأجْهِزة يُضعف عَلاقة الأبناء بوالديهم، وتنتشر أمراضٌ نفسية بينهم؛ مثل: الاكتئاب، وحب العزلة، والانطوائية، وتَقِل قابليته على قبول قيم المجتمع، وثوابت الدين، ويحل محلها قيم روَّاد ومُستخدمي أجهزة التكنولوجيا. بيَّنت الدراسات النفسية أن أكثر الأفراد تعرضًا لخطر الإصابة بمرض إدمان الإنترنت، هم الأفراد الذين يُعانون من العُزْلة الاجتماعية، والفشل في إقامة عَلاقات إنسانية طبيعية مع الآخرين، والذين يُعَانون من مخاوفَ غامضةٍ، أو قلة احترام الذات، الذين يخافون من أن يكونوا عُرْضَة للاستهزاء، أو السخرية من قِبَل الآخرين، هؤلاء هم أكثر الناس تعرضًا للإصابة بهذا المرض؛ وذلك لأن العالم الإلكتروني قدَّم لهم مجالاً واسعًا لتفريغ مخاوفهم وقلقهم، وإقامة عَلاقات غامضة مع الآخرين، تخلق لهم نوعًا من الأُلْفة المزيَّفة، فيصبح هذا العالم الجديد الملاذَ الآمِن لهم، من خشونة وقسوة عالم الحقيقة - كما يعتقدون - حتى يتحول عالمهم هذا إلى كابوس يهدِّد حياتهم الاجتماعية والشخصية للخطر. أهمية العَلاقات الاجتماعية: تَوَصَّل فريقٌ بحثي أمريكي من جامعة "يونغ بريغهام" إلى أنَّ قضاءَ وقتٍ سعيدٍ مع الأهل والأصدقاء، يُقلِّل من خطر الموت المبكر بنسبة 50%، وصرَّح أعضاء الفريق بأن العَلاقات الاجتماعية القوية مفيدة للصحة؛ مثل: التوقف عن التدخين؛ حيث إن ضعف العَلاقات الاجتماعية يُوازي تدخين 15 سيجارة في اليوم، وإن تراجع الحياة الاجتماعية يُعادل معاناة إدمان الخمر، وتأتي أهميةُ العَلاقات الاجتماعية في أنها تزيد في صحة الإنسان أفضل من اللقاحات التي تمنع الإصابة بالمرض؛ ذلك أن الإنسان خُلِق كي يعيش مع غيره، وأن عزلته عن الناس تُسبِّب له أمراضًا نفسية وصحية. وخلص الفريق البحثي إلى أنه: على الرغم من زيادة وسائل الاتصال والمواصلات، فإن المجتمع لا يعيش أفراده التواصل الاجتماعي؛ "موقع البوابة، albawaba، 2010". وجود العَلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة يعني وجود المحبة، والعاطفة، والمودَّة، وغيرها من الصفات الحميدة، التي تجعل الأسرة متماسكة ومترابطة. المؤيدون لأجهزة التكنولوجيا: وجاء استطلاعٌ أُجْرِي من قِبَل مؤسسة "بيو إنترنت" في عرض آراءِ نحوِ "2252" أسرة، وخَلَصت إلى "أنَّ الأُسَر التقليدية تواجه ضغوط الحياة العصرية المتزايدة، باستخدام الهواتف المحمولة، والبريد الإلكتروني، والرسائل النصية للبقاء على اتصال". وقال 53% ممن شَمِلتهم الدراسة: إنَّ التقنيات الحديثة ساعدتْهم على البقاء على اتصال مع أقاربهم، الذين تفصلهم عنهم مسافات بعيدة. وذكر 47%: أنها حسَّنت من تفاعلاتهم مع مَن يعيشون معهم. وأفاد 47% آخرون: بأن التكنولوجيا الحديثة ليس لها أي أثر. وذكر 2%: أنها أدَّت إلى انخفاض جودة التفاعُل بين أفراد الأسرة؛ "موقع منتديات جي سوفت الإلكتروني". وتم استطلاع آراء الجمهور، بشان أثر علاقتهم بالتِّلْفاز: هل تثق بالتِّلْفاز الحكومي في بلدك؟ 53،3% لا يثقون، وهذا يعني أنهم يتأثَّرون بالتلفاز غير الحكومي؛ "موقع الاستفتاءات العربية Arab Polls". الثورة على أجهزة التكنولوجيا: هذه الثورة تأخذ بعض الصور؛ منها: الكلام الإعلامي الذي تبثُّه الفضائيات ذات التوجه الإسلامي، وهذا الكلام روَّاده أو مستمعوه ومشاهدوه قلَّة قليلة؛ بسبب التنافُس بين الفضائيات الإسلامية وغيرها من الفضائيات؛ حيث إنَّ الفضائيات غير الإسلامية أكثر عددًا، وأكثر انتشارًا ورغبة لدى الناس عامة، ومع ذلك نُسَجِّل بعض الاعترافات والسلوكيات التي قام بها بعضُ الأفراد ضد أجهزة التكنولوجيا، سواء كانت هذه الاعترافات صادرة من المسلمين أو من غير المسلمين. اتفق كبار وأعيان قبيلة "همام" التي تَقْطُن في حي "المشعلية" منطقة "نجران" على عدم إدخال أجهزة الاستقبال الفضائي إلى منازلهم، لما لها من آثار سلبية على الأسرة والمجتمع. ويقول كاتب عدل نجران، وأحد أفراد القبيلة الشيخ "أحمد بن صالح الهمامي": إن القبيلة لم تجد صعوبة في إقناع أفرادها بمخاطر أطباق (الدش) على الشباب والفتيات من الأجيال الناشئة. ويؤكد "الهمامي" أن رفضهم وصل إلى البثِّ الأرضي؛ حيث تم إزالة 50% تقريبًا من أجهزة التلفزيون الموضوعة في منازلهم، ويقول "الهمامي": إنه لا يجرؤ أحد من أفراد القبيلة أن يخرج عن المعاهدة المتفق عليها؛ لأسباب دينية، ولاحتمالية النبذ الاجتماعي في حالة تركيبه لطبق الدش فوق منزله؛ "مجلة الأسرة العدد 35"، لكن هذا الأمر قد تغيَّر؛ أي: إن الدش بات منتشرًا، حتى إن جهاز التلفاز لا يعمل إلا بواسطته. إن سكان ولاية "غوجارتيون" الهندية - التي إِثْر تضرُّرها بفعل الزلزال - قام المئات من سكانها بتحطيم وحرق أجهزة التلفزيون، بُغْيَة طرد الأرواح الشريرة، وتجنُّب وقوع زلزال جديد، بعد أن أفتى لهم المتدينون بأن التلفزيون أثار الغضب الإلهي، بما يبثُّه من رسائل تخدش الحياء؛ فراح عشرات الناس يحطِّمون أجهزتهم التلفزيونية، ويرمونها إلى جوار المعابد؛ "أحد المواقع الإلكترونية". لكن ما عدد مَن لَم يحطِّم جهاز التلفاز؟ بالتأكيد أكثر إذا ما عَرَفنا أنَّ الولاية تضمُّ عدة مُدُن وقرى، ولعل عددَ الناس فيها يصل إلى الملايين، لكن هذه البادرة - التي تتناقلها وسائل الإعلام - تبيِّن الصِّراع بين القيَم الدينية، وبين قيم الحضارة التكنولوجية. ذكر الكاتب الأمريكي "جيري ماندر" - وهو متخصِّص في الإعلام - أننا ربما لا نستطيع أن نفعل أي شيء ضد الهندسة الوراثية، والقنابل النيترونية، ولكننا نستطيع أن نقول: [لا] للتلفزيون، ونستطيع أن نلقي بأجهزتنا في مقلب الزبالة، حيث مكانها الحقيقي، ولا يستطيع خبراء التلفزيون تغيير ما يمكن أن يخلفه الجهاز من تأثيرات على مُشاهديه، هذه التأثيرات الواقعة على الجسَد والعقل لا تنفصل عن تجربة المشاهدة؛ "كتاب مناقشات أربع لإلغاء التلفاز". تدعو إحدى مستخدمات "الشات" الفتيات مثلها إلى الابتعاد عن غرفة المحادثة؛ لأنها تؤدِّي إلى الندامة، وليس وراءها منفعة. وأخرى تقول: إنها دخلت لتحل مشكلاتها العائلية؛ إلا أنها لَم تجد الحل. وقال آخر: إن غرفة الشات أصبحت تشجِّع على الخيانة الزوجية؛ "موقع ملتميديا، كريم البحيري، 2010". سناء "22 عامًا" تقول: دخلت إلى عالَم "الشات " عندما لم أجدْ مَن يفهمني، وبسبب انعدام الحب في أسرتي، لجأت إليه؛ لعلني أجد فيه ما يسعدني، إلا أنني للأسف لَم أحصد من ورائه سوى الندم، وتدعو "سناء" الفتيات إلى الابتعاد عن عالَم الشات، أيًّا كانت الأسباب والمبرَّرات التي تدفعهن إليه، مؤكِّدة أن حل المشاكل في العالم الواقعي أفضل بكثير من البحث عن حلول في العالم الافتراضى؛ "موقع الأزمة Alazma , الإلكتروني". د. جراي سمول - من جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس - يقول في تصريح له: "إنَّ التعرُّض اليومي للتكنولوجيا الرَّقْمية؛ مثل: الهواتف المحمولة، والإنترنت، قد يغيِّر من الطريقة التي تعمل بها عقولُنا، وبرَّر "سمول" هذا بأننا عندما نقضي وقتًا طويلاً في التعامل مع الوسائل التكنولوجية - وعلى الجانب الآخر نقضي وقتًا أقل في التعامل مع الأشخاص الحقيقيين - فإنه يجعلنا نَفْقِد تدريجيًّا المهارات الأساسية في التعامل الاجتماعي مع الناس، كما نَفْقِد القدرة على قراءة وفَهم التعبيرات على وجوه الناس، والتي تظهر أثناء المحادثة معهم. ويضيف "د. سمول" في ذات السياق: إن الوصلات العصبيَّة في المخ - المسؤولة عن التعامُل مع العَلاقات التي تتم وجهًا لوجه - تُصبح أضعف، ويؤدِّي هذا إلى أن يُصبح الشخص أقل لباقةً في التعاملات الاجتماعية، وأقل قدرة على التعامل مع الناس، ويؤدِّي هذا به إلى العزلة الاجتماعية؛ "موقع منتديات جي سوفت الإلكتروني". يُعاني كثير من الأطفال - الذين استُطْلِعت آراؤهم - بعض الآلام، نتيجةً لمشاهدة التلفاز في: الرأس "الصداع"، العيون، الرقبة، الكَتِف، الظهر، الركبة، القدم؛ "كتاب ولدك والتلفاز، عدنان الطرشة". أشار أحد اختصاصي الأعصاب إلى أنَّ تعرُّض الطفل للتلفاز يؤدِّي إلى آثار نفسية سيئة، بسبب تعرُّضه لموجاته الكهرومغناطيسية، التي تؤدِّي إلى القلق، والاكتئاب، والشيخوخة المبكرة. أسباب ضعف العَلاقات الاجتماعية: التقليد الأعمى: تأثَّر الأطفال والمراهقون والشباب بأفلامِ ومسلسلاتِ التِّلْفاز، إلى درجة التقليد الأعمى لأبطال وهميين، وتقليدهم بارتكاب جرائم، وقد كان هذا التقليد وراءَ انزواءِ وبُعْد جيل الصغار والمراهقين عن جيل الكبار، في العادات والتقاليد والأفكار، وعدم سيطرة الكبار على هؤلاء الأحداث، بسبب اغترابهم وانعزالهم عن محيطهم الاجتماعي، وهذه بعض نماذج لجرائم قام بها المراهقون والشباب في مختلف دول العالم، نتيجةً لهذا التقليد الأعمى: 1- في أمريكا: عرضتْ شبكة التلفزيون الأمريكي "إن.بي.سي. N.B.C" تمثيلية، يُدَاهِمُ فيها الإرهابيون من المجرمين رُكَّابَ أحد قطارات الأنفاق ويقتلون أحد هؤلاء الركاب، فإذا بأحد الصبية يقتل مخبر شرطة في أحد قطارات الأنفاق بالطريقة نفسها التي شاهدها على شاشة التلفزيون! 2 - في ألمانيا: قام شابان شقيقان بخطف فتاةٍ قاصر، وطالبا ذويها بفدية قدرها: (2) مليون مارك، وذلك إِثْر مشاهدتهما حادث اختطافٍ في فيلم تلفزيوني، وقد أخفيا الفتاة حَسَب الفكرة التي اكتسباها من الفيلم. 3 - في فرنسا: قامتْ إحدى الطالبات - ويبلغ عمرها 19 عامًا - مع صديقها - الذي يبلغ من العمر: 22 عامًا - بقتْلِ خمسة أشخاص، خلال 25 دقيقة؛ تشبهًا ببطل فيلم: "قاتل بطبيعته". 4 - في الهند: "احترقت الفتاتان، ولم يظهر البطل"، نتيجة للتقليد التلفزيوني الأعمى، أقدمت فتاتان في الهند على صبِّ الكيروسين على أجسادهما؛ أملاً في قُدُوم البطل الخارق لإنقاذهما من الحريق، فقد ذكرت وكالة الأنباء "يونايتد نيوز" أن شقيقتين يإحدى القرى الهندية حاولتا تقليد مسلسل الرجل الخارق، الذي يعرضه التلفزيون الهندي، ويقوم البطل خلاله بإنقاذ مَن هم في ورطة، فقامتا بصبِّ مادة الكيروسين على أجسادهما، وأخذتا في الصراخ من الألَم الفظيع دون أن يظهر البطل. 5 - في مصر: "هرقل" التلفزيوني يَشْنُق الطفل المصري، فقد دفع طفل - في مدينة "كوم أمبو" في أسوان - حياته ثمنًا لتقليد بطل المسلسل التلفزيوني الأجنبي "هرقل"، الذي انتهى التلفزيون المصري من بثِّه قبل أيام، وتبيَّن أن الطفل - 10 سنوات - اتفق وصديقه على تعليق نفسه في سقف الحجرة من رقبتِه، على أن يحضر زميله بسَيْفه، فيقطع الحبل لإنقاذه، وضع المجني عليه رقبَته في المشْنَقة، ولم يحضر "هرقل" لينقذه؛ فمات الطفل خنقًا، وأمرت النيابة بدفن الجثة! 6 - في الكويت: قام شابٌّ - يُعاونه ثلاثة مراهقين - باختطاف طفلة في الحادية عشرة واغتصابها، وكان ذلك نتيجة ما كان يُشاهده في الأفلام. 7 - وفي الإمارات العربية المتَّحِدة: ظهرَتْ أولى نتائج انتشار استِخدام الأطباق المستَقْبِلة للبثِّ التلفزيوني للأقمار الصناعية، بعد أقلَّ من سنتين، وكانتْ عبارة عن ظُهُور عصابة مؤلَّفة من عشرة من الأحداث - يصل عمر بعضهم إلى خمسة عشرة عامًا، وأكبرهم في العشرين - قاموا بقتل حارس باكستاني! تقول الشرطة: إن الحادث هو جريمة القتل الأولى في البلاد لعصابة منظمة من أحداث. 8 - في لبنان: قام شابٌّ بإطلاق النار على شقيقتِه؛ فأرداها قتيلة، وعَزَا أحد أعضاء مجلس النوَّاب اللبناني السبب إلى التلفزيون! 9 - عرضتْ إحدى محطات الأخبار العالمية خبر امرأة تُدْعَى: "لورينا بوبيت"، ارتبكتْ فعلاً شنيعًا مع زوجها في أمريكا، وقامت المحطة بتغطية تلفزيونية لقصتها ومجريات محاكمتها، ثم ما لبثنا أن سمعنا وقرأنا في الوسائل الإعلامية: أنَّ الفعلَ نفسه ارتكبتْه - تقليدًا لها - زوجات أخريات مع أزواجهن في مدُن أخرى في أمريكا، ثم انتشر الفعلُ في دول أخرى؛ مثل: جنوب إفريقيا - الصين - الهند - تايوان - ألمانيا - ودول أخرى عديدة، حتى أطلق على هذا الفعل: "مسلسل....."؛ أي: اسم الفعل المرتكب. الأقمار الصناعيَّة: قام البرلمان الروسي بتطوير نظام التلفزيون الفائق الدِّقَّة من خلال الأقمار الصناعيَّة، وكان معنى ذلك أنَّ المواطن في الاتحاد السوفيتي، كان يستقبل معلومات من خارج حدود دولته، والحكومة - بموافقتها على دخول هذه المعلومات دون رقابة إلى البلاد - أعطت في الواقع الضوء الأخضر لتغيير بِنْيَة وأفكار الناس، ولعل هذا السبب ساعَدَ على تفكُّك جمهوريات الاتحاد السوفييتي؛ "جريدة الشرق الأوسط، العدد 5533، 10 / 8 / 1414 هـ". هذه الأقمار ربطت دول العالم بعضها ببعض، وصار العالم "قرية كبيرة"، وانتشرت الأفكار، حتى إنَّ القيَم والثوابِت المجتمعيَّة - التي تتَّفق مع الفطرة الإنسانيَّة - انهزمتْ أمام القيم الدخيلة والشيطانية، وبالتالي فالشيطان يُريد أن يوقعَ بين الناس العداوة والبغضاء من خلال ضعف العَلاقات الاجتماعية، وبث الأقمار سمومها خلال ما يعرف بـ"الفضائيات". غرفة الدردشة: وهذه وسيلة من وسائل التكنولوجيا التي تساعد على ضعف العَلاقات الاجتماعية بين أفراد الأسرة الواحدة؛ فمن سلبيات غرفة الشات Chat: العزلة الاجتماعية، والناتجة مِن إفراط الشباب في استخدام الإنترنت، وبالذات غرف المحادثة؛ مما يجعل الشاب منعزلاً عن محيطه الاجتماعي؛ حتى إنه قد لا يعرف سوى الأصدقاء والصديقات الوهميين الموجودين في غرفة المحادثة؛ هذه العزلة لها آثار سيئة على الشباب، منها: الانشغال عن الدراسة والرسوب، أو الانقطاع عن الدراسة، أو ضياع مستقبله الدراسي، وضعف الروابط الاجتماعية بينه وبين أفراد أسرته؛ "سبتي، 2010 " الفيسبوك: حذَّر علماء وباحثون من إدمان الشباب والأطفال لأجهزة التكنولوجيا - خاصة شبكة الإنترنت - وبالخصوص صفحة "الفيسبوك"؛ حيث إنها تعزلهم عن محيطهم الاجتماعي، وتجعلهم يتعاملون مع أصدقاء افتراضيين. وقد كانتْ غُرفة الدَّردشة في السابق المتنفَّس الوحيد للشباب للتواصُل مع الشباب الآخرين، حتى ظهر (الفيس بوك)، وجعلهم أكثر إدمانًا للإنترنت وأكثر عزلة عنْ أسرهم؛ لأسبابٍ عديدة منها: الفضول، ومحاولة إظهار المستخدِم لشخصيته، وبأنه حاضر دائمًا في الإنترنت، إذ يعرض صوره، ويطَّلع على صور الآخرين، كما أنه يكتب تعليقات، ويطلع على آخرين وهذا يتطلَّب منه الكثير مِن الوقت، إلى درجة أنه لا يجد فُرصة للحديث مع أي شخص! موقع تويتر Twitter: كشفتْ دراسةٌ حديثةٌ أنَّ الإقلاع عن التدخين والكحول أصعب مِن تَرْك موقع "تويتر"، وقد أجرى الدراسة فريقٌ بحثي من جامعة شيكاغو الأمريكية، تابعوا فيها إرادة 205 أشخاص، تراوحت أعمارهم بين 18 و85، في مدينة ألمانية، وتبين أنه مع مرور النهار تضعُف الإرادة الإنسانيةُ تدريجيًّا، وكانتْ إرادة الإنسان أقوى في مُقاوَمةِ رغبةِ ممارسةِ التمارين الرياضية، والحاجة الجنسية، والرغبة الشرائية، وأضاف هوفمان: أن مقاومة التواصل الاجتماعي صارت في غاية الصعوبة؛ لسهولة الوصول إليها، وتوافر الأجهزة الذكية؛ ولأنها لا تكلِّف كثيرًا من المال؛ "جريدة الأنباء 7/2/2012 نقلاً عن جريدة غارديان البريطانية". مواقع التواصُل الاجتماعي لا تقوِّي عَلاقة الإنسان ببني جنسِه - وإن كان ذلك في الظاهِر - فهي تجعله في جل وقته منعزلاً عنْ مُحيطِه الاجتِماعِي، بل قد تدفعه إلى التواصُل مع أشخاص وهميين أو مخادعين، فيقع فريسةً للابتزاز والمكر. الهواتف المحمولة: بثَّت إذاعة "نور دبي" برنامج "الملتقى الطلابي" حلقة ممتعة، كان ضيوفها طلبة من مدارس الدولة، دار بينهم حوار شيق حول التقنيات الحديثة، التي فرضها التطوُّر الراهن في مجال التكنولوجيا والعلوم، وذكروا أن لأجهزة التكنولوجيا سلبياتٍ عديدةً؛ منها: التأثيرات الصحية، وانشغال الشباب لساعات طويلة في تناقل محادثات فارغة، تَشْغَلهم عن متابعة تحصيلهم العلمي، وتُضْعِف التواصل الاجتماعي لديهم، وتؤدِّي إلى تناقُل الإشاعات. المذيع "سلطان الحمادي" طرح خلال الحلقة العديد من التساؤلات على الطلبة، منها: هل أَسْهَمَتْ هذه التقْنية إيجابيًّا في تحصيلهم التعليمي؟ ورأيهم في وجهة النظر التي تؤكِّد أن هذه الأجهزة أصابت الشباب بنوعٍ منَ العزلة الاجتماعيَّة، لانشغالِهم بها لأوقات طويلة؟ وكيف يمكن للطالب الاستِفادة من الخدمات التي تقدِّمها هذه الهواتف، في التواصُل مع زُملائه لمراجَعة الدروس والمذاكرة؟ "موقع البيان الإماراتي". أقول: إن جهاز آي فون "iphone" قد زاد العُزلة بين أفراد الأسرة الواحِدة، إذ يُلاحظ المرء أن كل من معه هذا الجهاز يكون مَشغولاً به، ومنعزلاً عن محيطه الاجتماعي؛ وذلك لتوفُّر برامج الاتصال الاجتماعي مع الآخرين به مما يجعله معزولاً عن غيره؛ وبهذا الأسلوب يتقوى لدى هذا وأمثاله ملكة العزلة، والانطواء، ويكتفي بحركات أصابعه، ولمس أنامله شاشة الجهاز. عمل الأب والأم خارج المنزل: قد لا يرى الزوجُ زوجته إلا لساعاتٍ معدودة، بسبب عمله، وعمَلها خارج المنزل، بل ويصِل الأمر إلى أنَّ الزوج يُسافر من أجل العمل، أو تُسافر زوجته أيضًا، ويصبح الأولاد تحت رعاية الخدم؛ فتضعف عَلاقة الأولاد بالوالدين؛ لأنهم لا يجدون الحنان، ولا الشفقة، ولا التربية إلا من الخدم، وما يشاهدونه بالتلفاز! أشكال ضعف العَلاقات الأسريَّة: ضعف عَلاقة الطِّفل بأمِّه وأبيه: لَم تكنْ عَلاقات أفراد الأسرة ضعيفة بين الكبار في الأسرة، بل كذلك بين الصغار وذويهم؛ ذلك أن عَلاقة الطفل والرضيع أصبحتْ ضعيفة بأمه وبأبيه؛ "دراسة سبتي". أشارتْ إحدى الدِّراسات إلى مُشكلة تعلق الطفل بالمربِّية التي تتولى أموره، ويكون هذا التعلق في سن 3 - 4 سنوات مِن عُمر الطفل، ومن ثَمَّ يكبر ويزداد تعلُّقه بها، وينتهي عقد الخادمة، وتعود من حيث أتت، فتختفي فجأة من حياة الطفل، وتأتي خادمة أخرى، فيدخل الإحباطُ في نفسه، وتضعف العَلاقة بين الطفل وأمه؛ إذ غالبًا ما يكون التعلُّق - من جانب الطفل - بالمربية، وليس بالأم، حيث تقوم بإشباع الحاجات الأساسية للطفل من المأكل، والمشرب، ونظافة الجسم عند الابتلال، وتشبُّع حاجاته إلى الراحة واللعب، ومن ثَمَّ فهي أم بديلة، وفي هذا ما يبعد الطفل تدريجيًّا عن الأم، بل قد لا يسأل عنها عند غيابها، أو وجودها في المنزل، والأعجب أنه قد ينزعج إذا لم يجد المربية، أو الخادمة بجانبه، عندما تنشغل عنه عند أداء وظائفها الأساسية في المنزل، وأحيانًا قد يناديها كما لو كانت أمه؛ "الرقب 2009". وكشَفت الدراسةُ التي صدرتْ أخيرًا في كتاب بعنوان: "المرأة السعودية والخادمة" - من تأليف سلمان بن محمد العُمري - أنَّ غياب الأسرة المتواصِل عن المنزل أدَّى إلى ضعْف عملية التَّنشئة الاجتماعية للأبناء ذكورًا وإناثًا، وتشير الدِّراسة إلى أنَّ أهمَّ المشكلات التي تُواجه الأسرة - في ظلِّ الاعتِماد الكلي على الخدم - انْصِراف الطِّفل عنْ أمه، وتعلقه بالخادمة؛ "الشرق الأوسط، العدد 9165، يناير 2004". كذلك مُكُوث الأطْفال لمُشاهدة أفلام كرتونيَّة لمدة طويلة، تَجْعلهم ينْعَزِلون عن والديهم؛ خاصة إذا أدمن الأطفال مشاهدة أفلام الكرتون، ولعل الكبار يشجِّعون هؤلاء الأطفال على مُشاهدَة هذه الأفلام؛ كي يتخلَّصوا من مُشكلاتهم وأذيَّتهم في المنزل. وبعد ظهور جهاز "الأيباد" المخصَّص للصِّغار، بدأ أولياء الأمور يشكون من هذا الجهاز، الذي سلب منهم أولادهم، وجعلهم يفضِّلونه على الدراسة اليومية، وكتابة الواجبات المنزليَّة. ضعف عَلاقة الحدث المراهق أو الشاب بوالديه: لقد أثَّرت شبكةُ الإنترنت على الأطفال والشباب وجعلتْهم منعزلين؛ لِمَا تعرضه هذه الشبكة من برامج تجعل الطفل أو المراهق أو الشاب يبتعد عن والديه، ويقضي ساعات طويلة أمام هذه الشبكة، وظهر ما يعرف بـ(إدمان الإنترنت)، ومِن مخاطر هذا الإدمان: الانعزال، وترك الحياة الاجتماعية لهذا المدمن، ونتيجة قضاء ساعات طويلة أمام شبكة الإنترنت فسنجد الشابَّ أو المراهِق لا يَخْتَلِط بالناس ولا يُعاشِرهم، وسيصيح منعزلاً متعودًا على الانعزال الاجتماعي، على الرغم مِن أنه كان يحب العِشْرة والمعاشَرة الاجتماعية قبل الإدمان؛ "سبتي، 2011". دراسة " الفرارجي، 2011" نشرتْها جريدة السياسة الكويتية، وهي دراسة عن التَّحديات التي تؤثِّر على صِحَّة الشباب، ووضع البرامج والإستراتيجيات المناسبة للتعامُل مع هذه التحديات المهمة، وهي ليستْ تحدِّيات صحية فقط, ولكنها تحديات اجتماعية أيضًا. الجيل الجديد يمضي الساعات الطوال أمام أجهزة الكمبيوتر، ويجد ضالته في التواصُل مع غيره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيجلس الشباب لأوقاتٍ غير محدودة أمام أجهزة التواصُل، ويستفيدون من تكنولوجيا التواصُل والمعلومات، وفي المقابل فإنَّ هذه الساعات تعني العزلة الاجتماعيَّة عن الأُسرة، وتعني الخمول الجسْمانِي، وتعني الضغط والتوتُّر النَّفسي، فضلاً عن التأثيرات السَّلبيَّة عليهم نتيجة الدخول إلى المواقع غير البريئة واللا أخلاقية. ضعف عَلاقة الزوجين بسبب الهاتف المحمول: نتيجة انشغال الزوج بالعمل خارج المنزل؛ فإنه لا يستطيع أن يتخلى عن الهاتف المحمول، الذي يأخذ جُلَّ وقته حتى في منزله، ولا يستطيع أن يتحدَّث مع زوجته بعض الوقت. تقول إحدى الزوجات: لا توجد ساعة خلوة لي ولزوجي، نُناقش فيها بعضَ الأمور الخاصة أو الأسَرية؛ لأنَّ طبيعة عملِه تتطلَّب أن يبقى هاتفُه يعمل طوال الوقت، فما أن نبدأ الحوار، أو تناول الطعام أو الذهاب للنوم، حتى تنهال عليه الاتصالات التي لا تحمل في غالب الأحيان أمورًا مُستعجلة أو خطيرة، وأجد زوجي يتحدث لساعات طويلة خلال وجوده في البيت، أعرف أن هذا مِن طبيعة عمله، ولكني أعتقد أيضًا أنه يبالغ في عدم قدرته على إغلاق الجوال؛ "مجلة الفرقان،2008". إدمان بعض الأزواج استِخدام الإنترنت يُؤدِّي إلى العُزلة عن أسَرِهم، ويحبُّون الوحدة والانطواء، ويُهملون شُؤون أسرهم؛ "دراسة بركات 2009". ضعف العَلاقة بين أفراد الأسرة بسبب التلفاز: وقالت أخرى: أنادي على زوجي، أو على أبنائي مراتٍ ومراتٍ، سواء لتناول الطعام، أو الدراسة، أو مساعدتي في شيء ما، ولكن لا مجيب! إنهم (مُتَسَمِّرون) أمام جهاز التلفاز أو الحاسوب، فَأَضْطَرُّ إلى الصراخ، والتوتر، نتيجة عدم الاستجابة، حتى إن حجرة الطعام لم نعد بحاجة لها؛ لأن الجميع يحمل طعامه، ويذهب للجلوس أمام التلفاز؛ "مجلة الفرقان الإلكترونية، 2008". وتشتكي إحدى الزوجات أن زوجها يُشاهد أفلامًا فاضحة طوال الليل، هذا الأمر سوف يؤدِّي إلى ضعف العَلاقة بين الزَّوْجَيْن، بل قد يؤدِّي إلى الطلاق؛ "مجلة الأسرة العدد 151". هذه قصة منَ القصَص حول تدهوُر العَلاقة بين الزوجَيْن بسبب أجْهِزة التلفاز أو الفضائيات، وحتى شبكة الإنترنت فتحت المجال كي يعقد أحدُ الزوجين أو كلاهما عَلاقاتٍ مَشبوهةً مع الجنس الآخر، ولهذا فلن تظل العَلاقات الزوجية على ما يرام؛ "سبتي، 2010". ظهَرتْ مُشكلة هُروب الفتيات مِن أسرهنَّ في الدول العربيَّة، وقد تناولت الدراسات أسباب هذا الهروب، ومنها: ضعف العَلاقة بين الأبوين والفتاة، وغياب الحوار، وتأثُّر البنت بالفضائيات، وببطلات الأفلام اللاتي يعتمدن على أنفسهن؛ "صحيفة الجزيرة، الجلال، 2012". ويشير الدكتور "شريف درويش اللبان" - أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة - في دراسته: "تكنولوجيا الاتصال إلىالمخاطر والتحديات والتأثيرات الاجتماعية"، موضحًا أن كل فرد في الأسرة أصبحتْ له وسائل اتِّصال خاصَّة به، مُنفَصِلة عن الآخرين. ضاربًا المثال على ذلك: أنه خلال حقبة التسعينيات من القرن الماضي كان 54% من المراهقين الأمريكيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و15 عامًا، لديهم أجهزة التلفزيون الخاصة بهم، وكذلك كانت سماعات الأذن - التي يستعملها الشباب - تَضْمَن لهم عدم سماع أفراد الأسرة الآخرين ما يسمعونه؛ "موقع المعلومات للجميع الإلكتروني، 2011 "، وهذه السماعات تعزلهم بالطبع عنْ أفراد أسرهم. طرق العلاج: توجد طُرُق عديدة، منها: الحوار بين أفراد الأسرة: على الآباء والأزواج اتِّباع نِظام أُسَريٍّ مُحَدَّد مُنظَّم؛ مثل: • عند اجتماع أفراد الأسرة في غرفة الطعام وقت تناوُل الوجبات يجب أن تُطفأ جميع أجهزة الهواتف أو التلفاز، حتى تُتاح الفرصة للتحدُّث والتحاوُر. • وأيضًا إغلاق أجهزة الهواتِف عند الدُّخول للمنزل؛ احترامًا لحرمة هذا المنزل، وللشريك والأبناء. • إيجاد أوقات فراغ - ولو مرة في الأسبوع - لـ يجلس جميع أفراد الأسرة لممارسة نشاط ترفيهي أو للتحاوُر. تنظيم الوقت: إنَّ الناس بشكل عامٍّ يُعَانون مِن هدر أوقاتهم؛ ووُجود أوقات فراغٍ لدَيْهم، خاصة بعد التطور التكنولوجي، وحيث إنهم لا يُقَدِّرون قيمة الوقت، خاصَّة الأوقات التي تذهب هدرًا وضياعًا، والتي سيحاسبون عليها يوم القيامة، فلابد من توعية أفراد الأسرة؛ كبيرِهم وصغيرِهم، بقيمة الوقت، وصرفه في النافع والمفيد، ومنها التقليل من المكوث أمام أجهزة التكنولوجيا. دورات تدريبية: توجد دوراتٌ تدريبية في مجال التواصُل الاجتماعي والترابُط الأسَري ينبغي الالتحاق بها، خاصة لمن يُعاني مِن العُزلة والانطواء بسبب أجهزة التكنولوجيا، ونهيب بأولياء الأمور أن يلتَحِقُوا بهذه الدورات؛ كي يتغلَّبوا على ضَعْف العَلاقات الاجتماعيَّة في الأُسرة. أجهزة الأعلام: تلعب وسائل الأعلام - الرسمية والأهْليَّة - دورًا في توعية الناس بأضرارِ وسلبيَّاتِ أدوات التكنولوجيا، فلا ينبغي التخَلِّي عن هذه التَّوعية بحجة الانفتاح الحضاري والثقافي، ونقل كل أنواع التفسُّخ والانحلال الخلقي مِن خلال أفلام السينما، ومسلسلات التلفاز، وشبكة الإنترنت. مؤسَّسات المجتَمَع المدَنِي: خاصة المؤسَّسات التي تهتم بقضايا الطفولة والشباب والأسرة بشكل عامٍّ، فعليها أن تكثِّف جهودها في التنسيق والتعاوُن فيما بينها؛ مِن أجْلِ المحافَظة على ترابُط الأسرة وتَوْعية أبنائها؛ لأنَّ صلاح الأسرة وأفرادَها صلاحٌ للمجتمع والأمة. إبرام الاتفاقيات الدولية: إبرام اتِّفاقيات بين دول العالَم تكون مِن شأنِها تقوية القيَم الدِّينية والمجتمعيَّة؛ للحفاظ على ترابط وتماسك أفراد الأسرة بعضهم ببعض، إلى جانب اتفاق هذه الدول على منع الشركات الخاصة التي تروِّج قيمًا تَمَسُّ تماسك الأسرة وانحلالها، سواء بعدم إنشائها أو إغلاقها، وسيطرة هذه الدول على شبكات الإنترنت - خاصة التي تخاطب المراهقين والشباب - بحيث تطرح برامج تعليمية، بدلاً من برامج تدعو إلى التفسخ والانحلال الخلقي والإجرام. _____________________________________________________ المراجع: مقال تأثير الخادمات على لغة الطفل، د. توفيق الرقب، جامعة الملك سعود 2009 موقع Knol وحدة المعرفة. كتاب المرأة السعودية والخادمة، سلمان بن محمد العمري، جريدة الشرق الأوسط العدد 9165، يناير 2004. مجلة الفرقان الإلكترونية، التكنولوجيا وأثرها على العَلاقات الاجتماعية، 2008. دراسة: التحديات تواجه الشباب، علاء الدين الفرارجي، 2011، جريدة السياسة 31/1/2012. دراسة: غرفة الدردشة سلبيات، حلول عباس سبتي، الكويت 2010. دراسة: إدمان استخدام الإنترنت، عباس سبتي، الكويت 2011. دراسة: هروب الفتيات أسبابه وعلاجه، عبدالحميد الجلال، صحيفة الجزيرة 2012. دراسة: المشكلات الأسرية المترتبة على إدمان الإنترنت، فاطمة سعيد أحمد بركات، جامعة 6 أكتوبر 2009 أبناؤنا هل أصبحوا مرضى نفسيين؟ منتديات ستار تايمز، 25/2/ 2007 .. موقع البيان الإماراتي يناير 2012 . الكاتب: عباس سبتي 3 1 1,121
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق